عادات يومية تدمر استقلالية طفلك

من اللحظات التي تُسعد الأهل أن يشاهدوا طفلهم يحاول أن يأكل بنفسه، أو يمد يده ليلبس حذاءه وحده. قد تبدو هذه المحاولات بسيطة أو حتى فوضوية، لكنها في الواقع خطوات كبيرة في طريق الاستقلالية وبناء الثقة بالنفس. قد تبدو هذه المحاولات بسيطة أو حتى فوضوية، لكنها في الواقع خطوات كبيرة في طريق الاستقلالية وبناء الثقة بالنفس.

لماذا يجب أن نترك الطفل يحاول؟

الطفل في سنواته الأولى لا يتعلّم فقط الكلمات والأرقام، بل يتعلّم كيف يرى نفسه. كل مرة ينجح في رفع الملعقة أو إدخال قدمه في الحذاء، حتى لو كانت النتيجة بعيدة عن الكمال، هو في الحقيقة يكتسب شعورًا عميقًا: “أنا قادر”. هذا الإحساس يعزز النمو النفسي، ويمنح الطفل شجاعة لتجربة أشياء جديدة.

إضافة إلى ذلك، هذه المحاولات تطوّر مهاراته الحركية الدقيقة: الإمساك بالأدوات، التوازن بين العين واليد، تقوية العضلات الصغيرة. هي ليست مجرد مهارات يومية، بل أساس لمهارات أكاديمية لاحقة مثل الكتابة والرسم.

الاستقلالية أم الفوضى؟

غالبًا ما يسأل الأهل: كيف أعرف أن طفلي يحاول الاستقلالية فعلًا وليس فقط يبعثر؟
القاعدة بسيطة:

  • إذا كان تركيز الطفل واضحًا حتى مع الأخطاء (الملعقة انسكبت، الحذاء بالعكس) → فهي استقلالية قيد التمرين.
  • إذا غاب الهدف وتحولت التجربة إلى بعثرة دون محاولة جادة → فهي مجرد فوضى عابرة.

الفارق أن الأولى تحتاج تشجيعًا وصبرًا، بينما الثانية يمكن تحويلها إلى تجربة منظمة بلطف.

كيف نشجع الاستقلالية دون ضغط؟

  • تجهيز الأدوات: أعطوا الطفل أدوات تناسب عمره (ملعقة صغيرة، كوب بلاستيكي، حذاء بفتحات سهلة).
  • إتاحة الوقت: دعوه يحاول وحده قبل أن تتدخلوا. التسرع في مساعدته يرسل رسالة عكسية: “أنت لا تستطيع”.
  • مدح المحاولة لا النتيجة: قولوا:“أحسنت لأنك جربت وحدك”، بدلاً من التركيز على كمية الطعام التي وقعت على الأرض.
  • تقبّل الفوضى: الفوضى ليست عدوًا، بل جزء طبيعي من عملية التعلّم.

رسالة ختامية للأهل

  • الاستقلالية لا تُقاس بسرعة إتقان الطفل لمهارة معينة، بل برغبته في أن يحاول.
    دعوه يجرب، يخفق، يحاول مرة أخرى. فهذه المحاولات الصغيرة اليوم، هي التي ستبني شخصيته المستقلة والواثقة غدًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

wpChatIcon
wpChatIcon